كما هو معلوم؛ فقد قلصت الحكومة التركية الحد الأدنى المطلوب للاستثمار في البلاد من الأجانب للحصول على الجنسية التركية، وفقا للتعديلات الأخيرة على القوانين التي سُنت في 19 سبتمبر/أيلول 2018.
وبموجب تلك التعديلات؛ فقد انخفضت القيم الحدية لأنماط الاستثمارات المختلفة اللازمة للحصول على الجنسية إلى ربع أو سدس الحدود الدنيا السابقة.
ولعل من المهم الإشارة إلى أن من يرغب في الاستفادة من الفرص المتاحة في ضوء التعديلات الأخيرة، يتعين عليه الدخول في استثمارات جديدة. ذلك أن أي استثمار حدث قبل 19 سبتمبر/أيلول 2018 لا يندرج تحت نطاق التعديلات الأخيرة. ووفقاً لذلك فإن؛
وبعد قرابة خمسة أشهر من إدخال تلك التعديلات على القوانين الصادرة في 19 سبتمبر/أيلول؛ أُضيفت تعديلات طفيفة تشرح التفاصيل الإجرائية الخاصة بمنح الجنسية عبر طلبات الاستثمار.
وبفضل تلك التطورات -التي عالجت هواجس المستثمرين الأجانب- أُزيلت بعض جوانب الغموض الجوهرية التي اكتنفت تلك القوانين. وهكذا -بحلول نهاية عام 2018- تغيرت حالة الانتظار والترقب التي سادت أوساط المستثمرين الأجانب في المرحلة الأولى (حتى ديسمبر/كانون الأول 2019).
وتشير الإحصائيات والحاجة للاستثمار الأجنبي في القطاع العقاري وغيره من أدوات الاستثمار الأخرى إلى نموّ مطّرد في هذا الصدد.
ارتفاع معدل الطلب الأجنبي على العقارات بتركيا: سُنت التعديلات المشار إليها آنفا في خضم حاجة تركيا المتزايدة لتدفق الرساميل الأجنبية إلى البلاد، وهو ما أحدث توجُّها إيجابيا للغاية لدى السلطات المحلية وصناع القرار تجاه مقدمي طلبات الاستثمار.
ويقيناً؛ فإن هذا التوجه لن يكتفي بإزالة العقبات الإجرائية والبيروقراطية التي تعترض المستثمرين الأجانب، بل سيجعل عملية إنجاز معاملاتهم تجري بسلاسة وبالسرعة المطلوبة.
وفي الوقت الراهن؛ يتم البت كل أسبوع في عشرات الطلبات للحصول على الجنسية التركية عن طريق الاستثمار. وقد تجاوز العدد الإجمالي للطلبات المقدمة حتى الآن ألف طلب.
وطبقا لبيانات معهد الإحصاءات التركي؛ فقد وصلت مبيعات العقارات لمستثمرين أجانب نسبة 78.30% في عام 2018 مقارنة بـ2017. ومما لا شك فيه أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع المذهل في المبيعات هو الإقبال مؤخرا على الحصول على الجنسية التركية من خلال قوانين الاستثمار.
ففي إسطنبول وحدها -التي تعد الوجهة المفضلة للمستثمرين الأجانب- اشترى الأجانب زهاء 15 ألف مسكن. وتأتي بعد إسطنبول -في قائمة الوجهات التي تتصدر الاستثمار في العقارات- مدنٌ مثلأنطاليا وبورصة وأنقرة ويالوفا. فعلى سبيل المثال؛ تخطت مبيعات العقارات في يالوفا نسبة 90%.
وتتنوع السمات الخاصة بالمستثمرين الأجانب بشكل كبير؛ فبينما ينحدر القسم الأكبر من المستثمرين الأجانب من بلدان الشرق الأوسط (مثل قطر والعراق ومصروإيران والسعودية واليمن والكويت)؛ يبدو اهتمام الأجانب من دول أخرى كبيرا أيضا. فالروس مثلا اشتروا أكثر من ثلاثة آلاف منزل في عام 2018.
لماذا الاستثمار في تركيا؟ ثمة أسباب عديدة للزيادة المطردة في طلب الجنسية التركية عبر الفرص الاستثمارية. وسنحاول إيجاز تلك الدوافع في النقاط التالية:
يبدو أن الخطوة الأخيرة التي اتخذتها الحكومة التركية لتسهيل الشروط المطلوبة من المستثمرين الأجانب الراغبين في الحصول على جنسيتها؛ قد أثارت اهتمام المستثمرين ولا سيما العرب منهم.
ويدل هذا الاهتمام على أن تركيا لا تزال تمثل في نظر العديد من المستثمرين “الملاذ الآمن”. وتبدو الإحصائيات الراهنة -بشأن طلبات الحصول على الجنسية التركية عبر الاستثمار والمبيعات العقارية- واعدة للغاية. ولذلك قد نشهد طفرة في بيع العقارات للأجانب في عام 2019.